تعتبر المراتب على العريس أم العروسة من الموضوعات الشائكة التي تتكرر في بدايات الزواج، حيث ينشأ جدل كبير حول هذه النقطة والعديد من الاتفاقات الأخرى خلال جلسات التعارف بين الخطيبين والمقبلين على الزواج، وأيضًا في المفاوضات التي تتم قبل قراءة الفاتحة وعقد القران. وغالبًا ما تؤدي هذه التفاصيل إلى نزاعات بين الطرفين.
من يتحمل تكلفة المراتب، العريس أم العروسة؟
تتباين الإجابة على هذا السؤال وفقًا للعديد من العوامل، إذ ليس هناك إجابة واحدة تنطبق على الجميع، وسنوضح في هذا المقال هذه العوامل المختلفة.
الممارسات المتعلقة بالعريس والعروسة حسب الأعراف
كما أشرنا، تختلف الإجابة على هذا السؤال من بلد إلى آخر، بل قد تتفاوت بين المناطق داخل ذات الدولة:
- قد يختلف الأمر حتى داخل نفس الدولة وفقًا للعادات والتقاليد السائدة، حيث يمكن أن تختلف الاتفاقات من قرية إلى أخرى أو من مدينة إلى أخرى في نفس المحافظة.
- كما أن الزواج بين عريس من محافظة مختلفة عن محافظة العروسة قد يخلق ارتباكًا وتناقضاً في العادات المتبعة.
- هذه الاختلافات قد تسبب قلقاً وتخبطاً عند وضع الاتفاقات، مما يؤدي أحيانًا إلى تعثر الزواج أو حتى انهياره.
تكاليف المراتب في مصر
عادة ما تكون العناصر المرتبطة بالمراتب على العريس وليس العروسة في معظم محافظات مصر. ويتعين عليه توفير المراتب اللازمة لكل سرير:
- يتراوح عدد الأسرة المتعارف عليها في مصر غالبًا بين 3 أسرّة، حيث يشمل ذلك غرفة النوم وغرفة الأطفال تبعًا للظروف.
- تتطلب غرفة النوم سريرًا واحدًا، بينما تتراوح عدد الأسرة في غرفة الأطفال بين واحد إلى اثنين.
- بالتالي، ينبغي على العريس في مصر توفير مرتبتين على الأقل أو 3 مراتب كحد أقصى، ما لم يتم الاتفاق على خلاف ذلك.
- في الآونة الأخيرة، ومع تزايد تكاليف الزواج، بدأ بعض العرسان بتأجيل تجهيز غرفة الأطفال حتى بعد الزواج.
- ويعود ذلك إلى عدم أهمية تجهيز الغرفة في بداية الزواج، إذ نادراً ما ينجب الأطفال في السنوات الأولى.
- أيضًا، لن ينام الطفل في غرفته المستقلة إلا بعد حوالي 4 أو 5 سنوات من ولادته.
- نتيجة لذلك، يتجه العديد من الشباب والشابات لتأجيل تجهيز غرفة الأطفال حتى بعد ولادة أطفالهم.
هذا القرار يأتي مع مجموعة من المزايا، منها:
- توفير المال في الوقت الحالي.
- تخفيف الأعباء المالية عن العريس.
- تيسير الأمور المالية على الشباب.
- لهذا القرار أثر إيجابي أيضًا على الجوانب الجمالية والتصميم، حيث أن شراء غرفة الأطفال مبكرًا يمكن أن تجعل الغرفة قديمة الطراز بعد بضع سنوات.
- يؤدي ذلك إلى ضرورة تغييرها عند ولادة الطفل، مما يكبد العريس خسائر عند البيع والاستبدال.
- الانتظار حتى ولادة الطفل يسمح بشراء غرفة تتناسب مع نوع الطفل، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
- باختصار، يتعين على العريس في معظم المناطق في مصر شراء 3 مراتب، واحدة كبيرة لغرفة النوم ومرتين صغيرتين لغرفة الأطفال، وهناك تزايد في الاتجاه لعدم تجهيز غرفة الأطفال في بداية الزواج.
يمكنكم الاطلاع على:
مسؤولية المراتب في الشرع
من الناحية الشرعية، لا يُفرض على العروسة شراء أي مستلزمات للمسكن، وليس من واجب العريس طلب ذلك منها:
- إذا ساهمت العروسة بشيء في تجهيزات المسكن، فإن ذلك يعد تكرمًا وفضلًا، وليس مفروضًا عليها.
- ولا يحرم الشرع أن تساعد العروسة العريس، شرط أن يكون ذلك بمحض إرادتها ومن دون إجبار.
- في مصر، حيث أن الشرع لا يتطلب من الزوجة أو أهلها الإسهام في تجهيز المسكن، تُكتب قائمة بالأشياء التي تشتريها الزوجة كوثيقة أمانة على الزوج.
التقاليد في دول الخليج والدول العربية
في الدول العربية والخليج، يتحمل العريس مسؤولية شراء المراتب وجميع احتياجات المنزل من أثاث وأجهزة كهربائية، ولا تساهم الزوجة في أي شيء، سوى أنها قد تحصل على مهراً يُستخدم لشراء ذهب أو ملابس وزينة حسب التقاليد المتبعة.
تطور فكرة المراتب للعروس على مر الزمن
في الماضي، كان يتم الاحتفال بمجموعة من الطقوس في القرى المصرية، ومنها طقس الحناء حيث تُزين العروس يديها:
- من الطقوس التقليدية أيضًا هو “التنجيد”، حيث كانت تُعد المراتب للعروس وتعد جانبًا من الاحتفالات المعروفة، وتم تأليف العديد من الأغاني الشعبية حوله.
- اليوم، أصبحت الاختيار السائد هو شراء المراتب الحديثة ذات الجودة العالية، والتي تُستورد أو تُصنع محليًا في المصانع الحديثة.
- تقلص استخدام المراتب القطنية القديمة، وظهرت أنواع جديدة مثل مراتب الفايبر والمراتب ذات السوستة المرنة.
- تتوفر اليوم مجموعة واسعة من الأحجام والمقاسات لتلبية جميع الأذواق ومتطلبات السوق.
المتطلبات التي تحتاجها العروسة في مصر
عادة ما تأتي العروسة في معظم المناطق المصرية بمعدات المطبخ، والتي تشمل:
- جميع الأواني واحتياجات المطبخ المطلوبة.
- الأجهزة الكهربائية جميعها.
- أطقم الشاي والأكواب.