قبر النبي عمران عليه السلام
يُعتبر قبر النبي عمران عليه السلام، الموجود في سلطنة عمان، من الأضرحة الأطول في العالم. تشيد بعض المعتقدات الشعبية لدى سكان منطقة ظفار، التي كانت تعرف قديماً ببلاد الأحقاف، بأن جميع الأضرحة في هذه المنطقة تعود لرجال صالحين وأنبياء. وتؤكد الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها في منطقة أوبار أنها تعود لمدينة ذكرت في القرآن الكريم باسم (إرم ذات العماد).
الموقع
يقع قبر النبي عمران في سلطنة عمان، وتحديداً في مدينة صلالة ضمن محافظة ظفار، في منطقة القوف القريبة من بلدية ظفار، حيث توجد حديقة صغيرة تحيط بالقبر.
يبلغ طول القبر ثلاثين متراً وعرضه ثمانين سنتمتراً. في السابق، كان القبر مكشوفاً، مزيناً بأقمشة ملونة تم تثبيتها بواسطة حبال وبعض الحجارة لضمان ثباتها عند هبوب الرياح القوية. كان يتجمع عدد من الزوار حول هذا القبر لقراءة القرآن والدعاء طلباً للسعادة وموفور الصحة.
البناء
تنتشر بعض الروايات حول الأشخاص الذين حاولوا قياس طول هذا القبر، إذ يتفاوت الطول حسب الجهة المقياسة، بحيث يختلف الطول إذا تم قياسه من الأمام للخلف مقارنة بقياسه من الخلف للأمام، حيث يصل الفرق إلى ذراع.
في أوائل السبعينيات من القرن العشرين، بدأت أعمال بناء مخصص لهذا القبر، وتم إدراج القبر داخل هذه المنشأة، التي تتوافق في حجمها مع طول الضريح. وقد تم تجهيز البناء بأدوات الإضاءة والسجاد المزين بأشكال المساجد والآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه. كما تم وضع أقمشة ملونة أغلبها باللون الأخضر الغامق، ووضعت أسوار خشبية وألمنيوم تحيط بالبناء، بالإضافة إلى وضع السجاد في محيطه الخارجي.
تم تزيين الحديقة الموجودة خارج الضريح، والتي تؤدي جميع طرقها إلى داخل القبر. تحتوي الحديقة أيضاً على عدد من القبور القديمة وقد تم توفير مرافق متعددة لخدمة الزوار والمصلين.
أصبح هذا القبر مكاناً مزاراً من قبل سكان مدينة صلالة وزوارها، ويُعتبر الضريح ذا مكانة محترمة، حيث يحرص الزوار على أداء الشعائر والدعوات بتواضع وخشوع.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الكتب التاريخية تذكر أن النبي عمران عليه السلام هو والد السيدة مريم العذراء، والدة النبي عيسى عليه السلام.