أين يقطن أصحاب الكهف؟

قصة أهل الكهف في الكتب المحرّفة

قصة أهل الكهف في الكتب المحرّفة
قصة أهل الكهف في الكتب المحرّفة

في العصور القديمة، كان هناك ملك يحكم شعبًا يعبد الأصنام. وفي أحد الأيام، قرر الملك زيارة المعبد الذي تقام فيه هذه الأصنام. تجمع الناس على جانب الطريق للترحيب بالملك، وعندما مرَّ بجماعة، سجدوا أمامه احترامًا. كان الملك مرفوقًا بمجموعة من الفتية، وعند دخوله المعبد، سجد مع من حضر إلا شابٌ واحد لم يسجد، ما أثار انتباه أصدقائه لكنه لم يكن في بؤرة اهتمام الملك.

بعد مغادرة الملك للمعبد، اقترب الفتية من زميلهم وذكَّروه بعدم سجدته للصنم. رد الشاب عليهم قائلاً: “تعالوا إلى منزلي.” فتبعه أصدقاؤه واستمروا في طرح نفس السؤال. أجابهم قائلاً: “تأملت في هذا الإله الذي تعبدونه، فوجدته لا يسمع ولا يرى ولا ينفع ولا يضر. لذلك، استنتجت أنه لا يستحق العبادة.” واحتج أحدهم قائلاً: “هل كفرت بآلهتنا؟” فأجاب الشاب: “بل كفرت بهذه الحجارة. لقد تأملت في خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، وتوصلت إلى أن هناك قوة عظيمة يجب أن تكون وراء كل هذا.” ساد الصمت بين الفتية، حتى اقتنعوا بوجود قوة عظيمة وأمنوا جميعًا، وبدأوا يجتمعون كل ليلة في أحد منازلهم ليصلوا ويعبدوا الله.

ذات ليلة، دخل إليهم أحد أعوان الملك ورآهم وهم يصلّون، فأسرع لإبلاغ الملك بما رأى. غضب الملك وطالب بإحضارهم ليعاقبهم. وعلى إثر ذلك، هرب الفتية بركوب خيولهم من المدينة هربًا من بطش الملك، حتى وصلوا إلى كهف في سفح جبل ودخلوا ليناموا فيه حتى الصباح. لكن رجال الملك وصلوا إلى الكهف، ولم يستطيعوا دخوله، فأمر الملك بإغلاق بابه مع الفتية الذين كانوا بداخله، لكنهم غطّوا في نوم عميق بقدرة الله تعالى.

عندما استيقظ الفتية من نومهم، وجدو أنفسهم يشعرون بالجوع، فأرسلوا أحدهم إلى السوق ليشتري لهم طعامًا وشرابًا. خرج الشاب وواجه طرقات غريبة ومشاهد طبيعية لم يكن يعرفها. عند وصوله إلى خباز، أعطاه قطعة نقدية، فتعجب الخباز منها وسلّم الشاب إلى الشرطي، الذي أخذه إلى الملك. وعندما دخل الشاب، وجد ملكًا مختلفًا عما كان يعرفه. سأله الملك عن قصته، فأخبره بأنه هرب مع أصدقائه من ملكٍ معين. أجابه الملك أن ذلك الملك قد توفي منذ ثلاثمائة عام، فاستوعب الفتى أنه وأصدقاؤه ناموا في الكهف لمدة ثلاثمائة عام.

موقع كهف أهل الكهف

موقع كهف أهل الكهف
موقع كهف أهل الكهف

يُعتقد أن كهف أهل الكهف يقع في منطقة الرقيم بالقرب من عمان، عاصمة الأردن. ومع أن موقع الكهف أو خصائصه لا تضيف دروسًا إضافية للقصة، إلا أن ما ذُكر في القرآن يشمل كيفية دخول الشمس وخروجها منه، حيث أنه هنالك عدة كهوف مشابهة في أماكن مختلفة حول العالم. من المهم الإشارة إلى أن العديد من التفاصيل المذكورة في المقال حول القصة لم ترد في القرآن الكريم، لأنها لا تضيف درسًا. فالقرآن هو كلام مختصر وحكيم، لذا ينبغي للراغب في المعرفة أن يقتصر على قراءة سورة الكهف ومحاولة فهمها من مصدرها الصافي والأصيل المحفوظ من التحريف والتغيير.