موقع إقامة الزير سالم
تشير المصادر التاريخية إلى أن قبيلة تغلب، مثل باقي قبائل ربيعة، كانت تسكن في الأصل منطقة تهامة، ثم انتقلت لتستقر في الحجاز، ونجد، والبحرين. عقب حرب بني بكر بن وائل التي تلت مقتل كليب، ارتحلت القبيلة نحو الشمال حتى بلغت أطراف جزيرة العرب. استقر قسم من قبيلة تغلب في مناطق سنجار ونصيبين، التي تُعرف اليوم بديار ربيعة. تقع هذه المناطق بين الموصل ورأس العين، ونصيبين، ودنيسر، والخابور، وما يحيط بها من أراضٍ. اختلطت هذه الديار بديار بكر وديار ربيعة، وسُميت جميعها بديار ربيعة، وقد انتشرت بطون قبيلة تغلب في منطقة الثرثار بين سنجار وتكريت.
وفاة الزير سالم
هناك عدة روايات حول وفاة الزير سالم، ومنها:
- قيل إنه انتقل إلى ديار أخواله حتى وافته المنية بينهم.
- ورد أن عمرو بن مالك أسَره وأحسن إليه في بلد البحرين، لكنه شرب الخمر في أحد الأيام، وتغنى بمجد تغلب، فقال عمرو إنه لن يمنحه لبناً أو ماءً أو خمراً، مما أدى إلى هلاكه.
- قيل إن عمرو بن مالك تراجع عن قسمه وسقاه ماءً ملوثاً، فتوفي.
- تشير بعض الروايات إلى أنه تقدم في السن، وكان يتنقل مع عبدين، فقتلاه بسبب مللهما منه. وقد تُرجح وفاة الزير سالم في عام 500م أو 535م، لكن التوافق العام يشير إلى أنه توفي في الثلث الأول من القرن السادس الميلادي.
من هو الزير سالم
اختلف المؤرخون حول اسم هذا الشاعر والفارس؛ حيث اعتبر البعض أن اسمه هو امرؤ القيس، بينما اعتبر آخرون أن اسمه عدي بن ربيعة، مستندين إلى قول الحارث بن عباد:
- لَهفَ نَفسي عَلى عَدِيّ وَلَم أَعـ
ــرِف عَدِيّاً إِذ أَمكَنَتني اليَدانِ
- طُلَّ مَن طُلَّ في الحُروبِ وَلَم يُطـ
ــلَل قَتيلٌ أَباتَهُ اِبنُ أَبانِ
هذا البيت قد قيل حين التقاه في عدة معارك بين بني بكر وتغلب. وعلى الرغم من أن هذه الأسماء لا تزال غير مؤكدة، إلا أن لقبه “المهلهل” كان شائعاً بين خصومه وأعدائه. نشأ الزير سالم في كنف قبيلة تغلب، في عائلة زعيمها ربيعة، وشارك في حروبهم.