أين تقع محافظة ذي قار في العراق؟

محافظة ذي قار

محافظة ذي قار
محافظة ذي قار

ذي قار هي إحدى المحافظات العراقية الواقعة في جنوب البلاد، شمال محافظة البصرة. أطلق عليها هذا الاسم بسبب الاستخدام الواسع للقار في بناء المنازل من قبل سكانها. وتُعزى التسمية أيضًا إلى معركة ذي قار التي دارت رحاها في هذه المنطقة بين العرب والفرس قبل ظهور الإسلام. موقع المعركة كان مليئًا بعيون الماء العذبة، وتعرف بعيون ذي قار. في هذه المعركة، حقق العرب النصر على الفرس ولأول مرة في تاريخهم، مما يُعتبر محطة مهمة في استعادة حقوقهم بعد سيطرة الفرس لعقود طويلة. فقد كانت دولة المناذرة تمثل القوة الرئيسية للفرس في تلك الحقبة، حيث قامت بفرض السيطرة على القبائل العربية. أما القبائل التي سكنت هذه المنطقة في تلك الأوقات، فكانت تشمل قبائل بكر ابن وائل، وتغلب، وبني شيبان، وإياد، التي تشكلت منها الجيوش العربية التي هزمت الفرس.

مدينة أور

مدينة أور
مدينة أور

تتواجد مدينة أور في هذه المحافظة، وهي المكان الذي شهد ولادة نبي الله إبراهيم عليه السلام، مما يجعلها مهد الرسالة السماوية. كما كانت تعتبر جزءًا من الحضارة السومرية، التي تُعد مهداً للحضارات المعروفة عالميًا. وقد تم العثور على ألواح مكتوبة باللغة السومرية، تتحدث عن الشمس والكواكب التسعة التي تدور حولها. وقد كان السومريون هم الرواد في تطوير أساليب الحرب باستخدام الخيول، والرماح، والعربات، فضلًا عن تنظيم الأسواق التجارية. وكان من الملاحظات المهمة في ذي قار الاختراع الأول لساعة تحدد الوقت بـ24 ساعة و60 دقيقة، إضافة إلى اكتشاف قانون قطر الدائرة الذي لا يزال مستخدمًا حتى اليوم. كما شهدت المنطقة وضع أول دستور قبل حامورابي، وظهور الفنون والموسيقى والأدب، مما يبرز مكانتها كموطن أولى الحضارات في تاريخ البشرية، ولا تزال العديد من الآثار مدفونة، بينما تم عرض ما تم العثور عليه في بعض المتاحف العالمية والعراقية.

بعد الحضارة السومرية، نشأت في ذي قار ومناطق أخرى من العراق عدة حضارات متعاقبة، بما في ذلك الحضارة الأكادية، والكلدانية، والأشورية، والبابلية. أما بالنسبة للمسميات التي عُرفت بها ذي قار عبر العصور، فقد تباينت وفقًا للأنظمة الحاكمة، حيث كانت تُسمى خلال فترة الدولة الأموية “واسط”، بينما كانت تُعرف في فترة الدولة العباسية باسم “البطائح”، وفي العهد العثماني كان يُطلق عليها اسم “المتفق”.

اليوم، يقطن محافظة ذي قار حوالي 2 مليون نسمة، يتكون أغلبهم من الشيعة، مع وجود نسبة من المسلمين السنة وبعض الصابئة. تشتهر المنطقة بالزراعة، وخاصة زراعة النخيل، إضافة إلى أنشطة التجارة وصيد الأسماك.