أول مسجد تم تأسيسه في المدينة المنورة
في يوم الاثنين الموافق الثامن من ربيع الأول في السنة الأولى للهجرة، وصل النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة، وبدأ إقامته في حي قباء حيث مكث لمدة أربعة أيام. خلال تلك الأيام، قام بتأسيس المسجد الأول في المدينة والمسمى بمسجد قباء، حيث صلى فيه قبل أن يواصل رحلته إلى مستقره في المدينة.
تأسيس مسجد قباء
كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو أول من وضع حجر الأساس في اتجاه قبلة مسجد قباء، تلا ذلك الصحابي أبو بكر رضي الله عنه، ثم جاء عمر رضي الله عنه ووضع حجره بجوار حجر أبي بكر. ثم توافد الناس لوضع الحجارة وإتمام البناء، حيث استمر الصحابة -رضي الله عنهم- في العمل بفرح وحماس حتى اكتمل المسجد، وكان هذا العمل مقبولًا عند الله -تعالى-، وقد ذُكر في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
أهمية المسجد في الدين الإسلامي
بدأ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- منذ الأيام الأولى لوصوله إلى المدينة المنورة في البحث عن الموقع الأنسب لإقامة المسجد، وذلك إدراكًا منه لأهمية المسجد الكبيرة في الإسلام وحاجة المسلمين المتواصلة له عبر الزمن. في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، كان المسجد بمثابة مركز لتربية الصحابة وتعليمهم أحكام الدين وشرائعه، كما كان مكانًا للتشاور بينهم في مسائل الدين والدنيا. وكان أيضًا مركزًا للعبادة والاعتكاف، يتيح للمحتاجين التوجيه والإجابة على استفساراتهم. بالإضافة إلى ذلك، كان المسجد نقطة انطلاق للجيوش للتوجه إلى الجهاد في سبيل الله، مما يبرز حرص النبي -عليه السلام- على تأسيسه عند وصوله إلى المدينة.